ما هي المياه البيضاء؟
إحدى أشيع الأمراض التي تصيب العين و خاصة مع التقدم في العمر. حيث تتشكل عتامة في عدسة العين الواحدة أو العينين معاً تسبب تشوش الرؤية و ضبابيتها. وتتطور هذه الحالة مع مرور الوقت حتى تصبح العدسة كتيمة بشكل تام ولا يمكن مرور الإشعاع الضوئي خلالها. وهناك عدة مصطلحات طبية وشائعة تطلق على هذا المرض مثل: الساد و الكاتراكت.
ما هو الفرق بين المياه البيضاء و المياه الزرقاء في العين؟
من أكثر الأسئلة الواردة إلى عيادة الدكتور عمار نصار هو سؤال “بتفرق ايه المياه البيضاء عن المياه الزرقاء و ازاي نفرق ما بينهم؟”
حقيقةً إن إحدى الحالتين المرضيتين ناشئة عن الأخرى و بمعنى آخر عندما تتطور حالة المياه البيضاء و يهمل علاجها تنشأ حالة المياه الزرقاء، و بلغة طب العيون فإن المياه البيضاء التي تدل على عتامة عدسة العين و تشوش الرؤية ناتجة عن تفكك الألياف البروتينية و المكونات المختلفة المكونة لعدسة العين و بعد ترسبها و تشكل الساد تتكاثف هذه المكونات بشكل عشوائي و تنتج عنها حالة أشد إمراضية و هي المياه الزرقاء التي تتزامن مع ارتفاع في ضغط العين و تنتهي بضمور العصب البصري و الإصابة بالعمى الجزئب أو الكلي.
أنواع المياه البيضاء في العين
تختلف أنواع المياه البيضاء التي تصيب العين بحسب موقع الإصابة و شدتها و عوامل الخطر التابعة لها، و يمكننا تصنيفها وفق 3 أنواع رئيسية تشمل جميع الحالات التفصيلية و هي كالتالي:
- المياه البيضاء النووية: في هذه الحالة تحدث العتامة أو الضبابية في مركز عدسة العين تحديداً، و قد يلاحظ الطبيب أن شدة العتامة دليل على درجة صلابة الكاتاراكت أو استوائها و في حال تأخر علاج الساد النووي يميل لون العدسة إلى البني الغائم، أما عن تطور شدة المرض فهنا يحدث تطور بطيء جداً يؤثر بشكل مباشر على رؤية الأشياء البعيدة، و تصيب هذه الحالة المسنين الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً و غالباً ما يتم اللجوء إلى الجراحة كحل علاجي نهائي.
- المياه البيضاء القشرية: تصيب الطبقة الخارجية من عدسة العين التي تدعى بالمحفظة أو الكبسولة و تنشأ عن تبدل مكونات العدسة حيث تظهر في هذه الحالة شقوق من خارج العدسة إلى مركزها، و أبرز علامة لهذا النوع من أنواع المياه البيضاء هي الانزعاج الشديد من وهج الضوء و الذي يعود إلى انكسار الشعاع الضوئي عبر الشقوق و تأثرها.
- المياه البيضاء الخلفية تحت المحفظة: من الحالات الصامتة التي يصعب الكشف عليها في بدايتها حيث تظهر بقعة عاتمة في الجزء الخلفي من عدسة العين تحت محفظة (كبسولة) العدسة مباشرةً، و تتميز هذه الحالة بانخفاض جودة الرؤية بشكل كبير في الأماكن المتوهجة او المضيئة بشدة و عدم التمكن من رؤية الأشياء القريبة بوضوح، و تصيب الأطفال و الشباب أكثر من النوعين الذين سبق ذكرهما.
أنواع أخرى من المياه البيضاء
إضافة إلى ما سبق هناك العديد من أنواع المياه البيضاء الاستثنائية التي تصيب الكبار و الصغار بعضها يظهر في حالات خاصة وبعضها ينتشر بشكل كبير. نذكر منها:
- المياه البيضاء الخلقية: في هذه الحالة يصاب الأطفال حديثي الولادة بالمياه البيضاء منذ نشأتهن لأسباب وراثية أو جينية مختلفة.
- المياه البيضاء شديدة النضج (المورغاني): حيث تصبح المنطقة القشرية من العدسة شديدة السيولة و تُحمل نواة العدسة على كبسولة العدسة، و قد ينتهي الأمر بانحلال العدسة و تميعها و الإصابة بمرض الزرق عندها تصبح العملية الجراحية من أصعب ما يكون.
- المياه البيضاء الناضجة: من الحالات المميزة ذات الأعراض التشخيصية الواضحة حيث يحدث فيها غياب لانعكاس الأشعة تحت الحمراء IR و ابيضاض جزئي لقشرة العدسة و عدم وضوح الرؤية.
- المياه البيضاء غير الناضجة: يتصف هذا النوع ببقاء شبكية العين ظاهرة و الحفاظ على ناقليتها لانعكاسات الإشعاعات تحت الحمراء الواردة من خلفية العين بالترافق مع ضعف في الرؤية.
ما هي أعراض المياه البيضاء في العين؟
لكل حالة خصوصيتها و كذلك الأمر فإن كل مريض مصاب بالمياه البيضاء يختلف وضعه عن المريض الآخر تبعاُ للمساحة التي تغطيها العتامة من العدسة و موقعها بدقة و تقدم المرض و غيرها من الأمور، لكن يمكن تعداد الاعراض الأكثر شيوعاً و انتشاراً لدى مرضى الكاتاراكت بالشكل الآتي:
- ضعف الرؤية بشكل تدريجي دون آلام مرافقة
- الانزعاج من الشاشات المضية مثل التلفاز و الموبايل و غيرها..
- صعوبة في تمييز ملامح الأشخاص و تفريقهم
- عدم القدرة على القراءة بسلاسة
- ازدواجية الرؤية بعين واحدة
- ملاحظة هالات محيطة بمصدر الضوء و في الليل خاصةً
- تراجع قياسات النظر مثل مد النظر و قصره ..
- الحساسية الضوئية
- رؤية الألوان باهتة و عاتمة
- نوبات صداع شديدة مفاجئة
- فقان الرؤية بشكل جزئي
- تبدل لون العدسة إلى الأبيض
أسباب الإصابة بالمياه البيضاء
على الرغم من أن التقدم في السن هو العامل الاكر شيوعاً للإصابة بالمياه البيضاء في العين إلا أن الكثير من الحالات تنجم عن أسباب متنوعة و صادة في الوقت ذاته، قد لا نلقي لها بالاً عند حدوثها لكن عواقبها شديدة للغاية، نذكر منها:
- العامل الوراثي: عند إصابة الأم او الأب أو كلاهما بالمياه البيضاء يكون الابن مؤهب أكثر من غيره للإصابة بها بكل تأكيد.
- الشيخوخة: كما ذكرنا فهي من أشيع الأسباب و تعود إلى فسيولوجية الجسم البشري المعتمدة على تقويض البروتينات المكونة لعدسة العين عند التقدم في السن و بالتالي تشكل المياه البيضاء
- الإصابة بمرض السكري: حيث تعتبر من أبرز مضاعفات هذا المرض هي الأذية البصرية من خلال التأثير على العصب البصري مباشرةً
- الإشعاع: ممكن أن يكون بعض أنواع الاشعاع الضار كما في حال علاج السرطان بالإشعاع سبب من أسباب الإصابة بالمياه البيضاء
- تناول بعض أنواع الأدوية: لكل دواء مجموعة من الآثار الجانبية وهذا ينطبق على ادوية الكورتيزون فعند تناولها بشكل دائم وبجرعات عالية تتأثر العين وتصاب بالكتاراكت
- حالات مرضية استقلابية: كما في مرض جدري الماء والهربس وداء الحصبة والمقوسات الناتجة عن مشاكل جينية استقلابية
- تطور امراض العين: قد يؤدي اهمال علاج امراض العين البسيطة مثل التهاب القزحية إلى تراكم المياه البيضاء
- التعرض لصدمة قوية: كما في حال المشاجرة أو الحوادث حيث يتشكل شق صغير في كبسولة العدسة ينتج عنه وصول السائل العيني إلى جوف العدة و تشكل المياه البيضاء في النهاية
- الجروح المقصودة: التي تؤدي الى قطع القرنية وجرحها بشكل سطحي او عميق حيث يتقطع غلاف العدسة وتتفاعل المكونات المركبة لها مع سوائل العين وتتشكل المياه البيضاء
متى تكون عملية المياه البيضاء ضرورية؟
يتجه العديد من المرضى إلى إهمال علاج المياه البيضاء في العين في مراحلها الأولى باعتقادهم أنها لا تؤثر على جودة رؤيتهم و بالتالي ليست بتلك الخطورة التي تستدعي القيام بالإجراء العلاجي على وجه السرعة، لكن تتطور المياه البيضاء بسرعة و تسبب تراجع في الرؤية بشكل مفاجئ حينها يتحتم على المريض التوجه إلى الطبيب لأن المياه البيضاء بدأت تعيق أنشطته اليومية، و ننوه إلى أن إهمال علاج المياه البيضاء ينطوي عليه مشاكل عدّة أبرزها:
- ارتفاع ضغط العين أي الإصابة بالغلوكوما
- انحلال الرباط الدائري المثبت لعدسة العين في مكانها الصحيح و بالتالي سقوط العدسة و حدوث مضاعفات أخطر
كيفية تشخيص المياه البيضاء
في الحالات البسيطة و في المرحلة الأولية من الإصابة بالمياه البيضاء يتم الكشف عن الغصابة بواسطة تقنيات تشخيصية متقدمة لكن الغريب في الأمر أن الحالات المتطورة و في وضع عتامة العدسة المتقدمة تستطيع بنفسك تشخيص حالتك و كذلك الآخرين من حولك لأن المياه البيضاء تكون مرئية و واضحة، و هذا طبعاً لا يُغني عن استشارة الطبيب و بدء المعالجة بشكل فوري لتجنب فقدان البصر، حيث يلجأ الطبيب إلى آليات تشخيصية عديدة منها:
- الفحص الشامل للعين: الذي يتم فيه التأكد من الإصابة بالمياه البيضاء و تقييم الرؤية عن طريق مخطط العين.
- اختبار قياس توتر العين: يتم فيه ضخ نسمة حادّة من الهواء عالي العقامة نحو سطح القرنية بشكل مباشر من أجل قياس ضغط العين بدقة.
- فحص سريري: في البداية تستخدم قطرات عينية موسعة للحدقة من أجل التأكد من صحة و سلامة عصب العين و من ثم نفي أي ضرر في شبكية العين.
- استخدام المصباح الشقي (ٍSlit Lamb): الذي يعمل على تكبير النسج العينية تحت الميكروسكوب و بالتالي يسمح بفحص النسج البصرية و صحتها.
- اختبارات إضافية: قد لا يكتفي الطبيب المختص بالطرق التشخيصية السابقة بل يحتاج إلى طرق إضافية مثل اختبارات قياس ردة فعل العين عند التعرض لوهج شديد و مقياس القدرة على تمييز الألوان و غيرها..
ما هي تقنيات وطرق عملية المياه البيضاء؟
في مركز الدكتور عمار يمكن إجراء عملية المياه البيضاء بتقنيات متعددة منها حديثة و متقدمة و منها تقليدية مثل الجراحة، إلى جانب ذلك فإن لكل تقنية مستخدمة خطوات عديدة و تفاصيل نوعية بالشكل التالي:
عملية المياه البيضاء بالليزر
تعتبر هذه العملية من العمليات الأكثر انتشاراً و المعتمدة عالمياً لارتفاع نسب نجاحها و ملائمتها لمعظم حالات المياه البيضاء. فهي لا تتطلب استخدام أي مشرط جراحي إنما تندرج خطواتها كما يلي:
- تعمل أشعة الليزر تلقائياً على إجراء شق دقيق يقدر بـ 2 ملم عند توجيهها بأيعاد و كيفية مدروسة
- تخترق أشعة الليزر العدسة من خلال الشق و تقوم بتفتيت المياه البيضاء المتجمعة إلى أجزاء دقيقة
- يقوم الطبيب بإدخال مسبار في الشق موصول بجهاز يدعى “الفاكو” يعمل على استحلاب الجزيئات الدقيقة و استئصالها
- يتم إدخال العدسة البديلة و وضعها خلف قزحية العين و تثبيتها و بذلك تنتهي العملية.
عملية المياه البيضاء بالفاكو
تدعى أيضاً بـ “عملية استحلاب العدسة” و هي أقل تطوراً من سابقتها لكنها لا تقل أهمية عنها. اما عن خطواتها فهي كما يلي:
- يتم إجراء شق جراحي صغير جداً من قبل جراح العيون المختص
- توجه الأمواج فوق الصوتية نحو الشق الجراحي بهدف استحلاب العدسة المصابة بالمياه البيضاء
- يتم زرع عدسة جديدة سليمة مطوية من خلال الشق الجراحي
- تنفرد هذه العدسة و تتموضع بشكل صحيح و تنتهي العملية
عملية المياه البيضاء الجراحية
من أقدم الطرق المستخدمة في علاج المياه البيضاء والتي لا تزال فعاليتها جارية حتى اللحظة. و تتعدد خطواتها بالشكل الآتي:
- يعمل الطبيب على إجراء شق جراحي بطول و عمق كبير نوعاً ما
- تستخرج العدسة المصابة بالكتاراكت يدوياً مع محفظتها أو يتم الحفاظ على الجزء الخلفي من هذه المحفظة
- تزرع عدسة صنعية سليمة في مكان العدسة المستأصلة
- يغلق الطبيب الشق الجراحي بالخيوط و الغرسات الطبية و تضمد العين لعدة أيام
كم تستغرق عملية المياه البيضاء بتقنية الفاكو أو الفيمتوليزر؟
إن عملية المياه البيضاء من أبسط العمليات العينية و نركز هنا على أن مهارة الطبيب و خبرته الطويلة تتناسب عكساً مع المدة اللازمة لإجراء العملية، فكلما كان الطبيب أكثر خبرة و احترافية مثل الدكتور عمار تطلب منه إجراء العملية مدة زمنية أقل، و بمجمل القول فإن متوسط الوقت اللازم لإجراء عملية المياه البيضاء هو 5_10 دقائق تقريباً.
نسبة نجاح عمليه المياه البيضاء في العين
وفق آخر الأبحاث و الإحصائيات التي تم إجراؤها في الولايات المتحدة الأمريكية نجد أن عملية المياه البيضاء مصنفة ضمن العمليات الأكثر إجراءاً في جسم الإنسان على الإطلاق، و أثبتت البيانات الإحصائية أن نسبة نجاح عملية الكاتاراكت هي 99%، و لكن عندما يتم إجراؤها على يد طبيب متمرس مثل الدكتور عمار نصار و في مركز يتبع أعلى معايير العقامة و الاحترافية المهنية و بإشراف كادر طبي محترف كما هو الحال في مركز الدكتور عمار فإن نسبة نجاح هذه العملية تبلغ 100% بإذن الله.
الوقاية من المياه البيضاء في العين
يجب على الأشخاص الذين تم تشخيصهم فعلاً بالمياه البيضاء أو معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بهذا المرض لأسباب وراثية أو مرضية أو غيرها اتباع مجموعة من النصائح التي تنقص خطورة هذا المرض عليهم و تقيهم من الإصابة به و هي:
- ارتداء نظارات طبية شمسية قادرة على عكس الأشعة فوق البنفسجية
- المراجعة الدورية لطبيب العيون لمراقبة صحة العينين
- مراقبة مستويات سكر الدم لدى مرضى السكري للوقاية من مضاعفاته
- السيطرة على الانفعالات و التخفيف من التوتر و القلق لتجنب ارتفاع ضغط العين
- تناول الخضراوات و الفاكهة الطازجة و خاصة الحمضيات. لأنها غنية بمضادات الأكسدة التي تكافح الجذور الحرّة وتقي من الإصابة بالمياه البيضاء