في عالم مليء بالتطورات الطبية والتكنولوجية، أصبحت عمليات تصحيح النظر أمرًا شائعًا ومتاحًا للكثيرين الذين يعانون من مشاكل بصرية. تحظى هذه العمليات بشعبية متزايدة نظرًا للتقنيات المتقدمة والنتائج الرائعة التي تقدمها في تحسين الرؤية وتخليص الأفراد من الحاجة إلى النظارات أو العدسات اللاصقة. يمثل مفهوم تصحيح النظر عبارة عن مجموعة من الإجراءات الجراحية والتقنيات التي تستهدف تحسين القدرة البصرية للأفراد، سواء كان ذلك لتصحيح العيوب الانكسارية أو للتعامل مع حالات محددة مثل الكاتاراكت. في هذا المقال، سنقوم باستكشاف بتعمق عمليات تصحيح النظر، متناولين الأنواع المختلفة لهذه العمليات والتقنيات المستخدمة، إلى جانب الشروط والأهلية المرتبطة بها. سنستكشف أيضًا آفاق المستقبل والابتكارات في مجال تصحيح النظر وتأثيرها على حياة الأفراد.

انواع عمليات تصحيح النظر

هناك طريقتين رئيسيتين لتصحيح النظر وهما:

  • عمليات الليزك
  • عمليات زراعة العدسات لعلاج عيوب الإبصار

أنواع عمليات الليزك:

  • الليزر السطحي PRK.
  • الليزك التقليدي (بالقاطع الميكانيكي الميكروتوم).
  • الفيمتو ليزك.
  • الفيمتو سمايل (بدون رفع طبقة من القرنية).
  • الكاستم ليزك (عملية الليزك التفصيلي).

أنواع زراعة العدسات لعلاج عيوب الإبصار

توجد العديد من العدسات التي تزرع داخل العين، ومن أشهرها:

  • عدسة العين أحادية البؤرة، تعد أكثر عدسات العين شيوعًا، وتساعد في توضيح الرؤية البعيدة، بينما تكون الرؤية القريبة ضعيفة بعض الشيء، مما يتطلب ارتداء نظارة طبية أثناء القراءة أو الكتابة.
  • عدسة العين متعددة البؤر، على عكس العدسة السابقة فإن العدسة متعددة البؤر تسمح برؤية الأجسام القريبة والبعيدة، لكن يحتاج المخ إلى بعض الوقت حتى يتكيف مع العدسة الجديدة مما يؤخر من ظهور نتائج العملية.
  • عدسة العين الحيدية، يستخدم هذا النوع في علاج مرضى الاستجماتيزم بحيث لا يحتاج المريض إلى ارتداء النظارات الطبية مرة أخرى.

 

ما هي شروط عملية تصحيح النظر؟

هناك عدة شروط تحديد الأهلية لإجراء عملية تصحيح النظر، وتختلف هذه الشروط باختلاف نوع العملية. إليك بعض الشروط العامة التي قد تكون ضرورية للنظر فيها قبل إجراء عملية تصحيح النظر:
  1. ثبات النظر:
    • يجب أن يكون النظر قد استقر لفترة زمنية معينة قبل إجراء العملية. ذلك للتأكد من عدم تغير النظر بشكل كبير في الفترة القريبة من الجراحة.
  2. السن المناسب:
    • تختلف الأعمار المناسبة لإجراء عمليات تصحيح النظر باختلاف نوع العملية. على سبيل المثال، عملية LASIK يمكن أن تُجرى عادة للأفراد الذين تجاوزوا سن الثامنة عشرة.
  3. الاستقرار الصحي:
    • يجب أن يكون الفرد في حالة صحية جيدة عمومًا. أمراض مثل السكري وأمراض الجلد وأمراض العين قد تكون عوامل مؤثرة.
  4. الحمل والرضاعة:
    • يُفضل عادة تأجيل عملية تصحيح النظر إلى بعد فترة الحمل والرضاعة، حيث يمكن أن تتغير النظرة بشكل طبيعي في هذه الفترات.
  5. الكاتاراكت:
    • في حالة وجود كاتاراكت، قد يتم تأجيل عملية تصحيح النظر حتى يتم إجراء عملية استبدال العدسة الضبابية.
  6. القصور الإجتماعي:
    • يجب أن يكون الفرد قادرًا على التعامل مع فترة ما بعد الجراحة والالتزام بالتعليمات اللازمة للعناية بالعين.
  7. الاستجابة للاختبارات الطبية:
    • يجب أن يكون الفرد قادرًا على التعاون والاستجابة للاختبارات الطبية التي تُجرى لتحديد أهليته للعملية.

تلك هي شروط عامة، ولكن يجب أن يتم تحديد الأهلية بناءً على تقييم فردي مع طبيب العيون. يفضل دائمًا استشارة طبيب العيون للحصول على تقييم دقيق وتوجيه حول إمكانية الإجراء والخيارات المتاحة.

 

ما هي موانع عملية تصحيح النظر؟

على الرغم من أن عمليات تصحيح النظر قد أصبحت آمنة وفعالة، إلا أن هناك بعض الموانع التي قد تجعل الأفراد غير مؤهلين لهذه العمليات. إليك بعض الموانع الشائعة:

  1. عدم استقرار النظر: يُفضل أن يكون النظر قد استقر لفترة زمنية معينة قبل النظر في إجراء عملية تصحيح النظر.
  2. الحمل والرضاعة: يُفضل تأجيل عمليات تصحيح النظر إلى بعد فترة الحمل والرضاعة، حيث يمكن أن تؤثر هذه الفترات على النظر.
  3. أمراض العين المتقدمة: في حال وجود أمراض عينية متقدمة قد تؤدي إلى تضرر أو تشوه العين، قد يكون من الصعب إجراء عمليات تصحيح النظر.
  4. أمراض التهاب العين: يجب علاج التهابات العين قبل النظر في عمليات تصحيح النظر.
  5. أمراض القلب والأوعية الدموية: بعض الأمراض المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية قد تكون موانع لإجراء العمليات الجراحية.
  6. الأمراض المستعصية مثل السكري: الأمراض المزمنة مثل السكري قد تؤثر على عمليات التئام الجروح وتعاقب الجلد، مما قد يجعل الأفراد غير مؤهلين.
  7. الاضطرابات النفسية: الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية قد يحتاجون إلى تقييم إضافي لضمان قدرتهم على التعامل مع العمليات الجراحية.
  8. تقدم العمر: في بعض الأحيان، قد يكون تقدم العمر ووجود مشاكل صحية متعددة عوامل تؤثر على قرار إجراء عملية تصحيح النظر.

يُشدد دائمًا على أهمية استشارة طبيب العيون لتقييم حالة الفرد وتحديد مدى ملاءمته لإجراء عملية تصحيح النظر.

 

أنواع عمليات تصحيح النظر بالليزر

تعتبر عمليات تصحيح النظر، وخاصة عمليات الليزك، إحدى الابتكارات الطبية الرائدة في تحسين الرؤية والتخلص من الحاجة إلى النظارات أو العدسات اللاصقة. تتفاوت هذه العمليات في نوعياتها وخطواتها، وفيما يلي نلقي نظرة على بعض أهم أنواعها:

عملية الليزك التقليدية:

تحتل عملية الليزك التقليدية مكانة بارزة في عالم تصحيح النظر. يتم فيها استخدام المشرط الجراحي وأشعة الليزر لتغيير شكل القرنية. يمكن تلخيص خطوات العملية كما يلي:

  • تخدير العين باستخدام مخدر موضعي.
  • استعمال الميكروكيراتوم لفصل القشرة الخارجية من القرنية (Flap).
  • تشكيل النسيج الداخلي للقرنية باستخدام أشعة الليزر.
  • إعادة وضع القشرة الخارجية إلى مكانها.

عملية الليزك السطحي:

تختلف عملية الليزك السطحي في تنفيذها عن الليزك التقليدي، حيث تشمل الخطوات التالية:

  • تقشير الطبقة الطلائية الخارجية للقرنية.
  • تشكيل القرنية باستخدام أشعة الليزر.
  • وضع عدسة على العين للمساعدة في تكوين الطبقة الطلائية للقرنية.

عملية الفيمتو ليزك:

تُعَد عملية الفيمتو ليزك أفضل أنواع عمليات الليزك للعيون، حيث تقدم نتائج ممتازة دون مضاعفات. يتم تنفيذها كالتالي:

  • تخدير العين باستعمال قطرة تحتوي على مخدر موضعي.
  • فصل القشرة الخارجية للقرنية باستعمال أشعة الفيمتو بدلًا من المشرط الجراحي.
  • تشكيل القرنية وتصحيح شكلها باستخدام أشعة الليزر.
  • إعادة القشرة الخارجية إلى مكانها.

عملية الفيمتو سمايل:

عملية الفيمتو سمايل عملية حديثة تهدف إلى تحسين الرؤية لمرضى قصر النظر الشديد، وتُعَد أفضل أنواع عمليات الليزك للأفراد الذين يمتلكون قرنية رقيقة للغاية. تتميز بالخطوات التالية:

  • تخدير العين موضعيًا.
  • فصل الطبقات الداخلية للقرنية دون رفع طيّة منها بمساعدة أشعة الليزر.
  • عمل شق جراحي صغير باستخدام أشعة الفميتو ليزر.
  • استئصال جزء من القرنية من خلال هذه الفتحة.

تتطلب كل عملية من العمليات السابقة شروطًا معينة يجب توفرها لدى المريض، ومن ضمنها استقرار النظر وحالة صحية جيدة. يتعاون الطبيب مع المريض لتحديد العملية الأمثل بناءً على احتياجاته وظروفه الصحية.

إضافات عن الشروط المطلوبة:

تتطلب عمليات تصحيح النظر استيفاء العديد من الشروط لضمان نجاح العملية وسلامة المريض. ينبغي على المريض أن يكون لديه نظرة ثابتة لمدة معينة، ويفضل عدم تغيير وصفة النظارات أو العدسات اللاصقة لفترة قبل العملية. الحالة الصحية الجيدة وعدم وجود مشاكل في العين تعززان فرص النجاح. كما يجب أن يكون سمك القرنية وشكلها مناسبين لنوعية العملية المختارة.